Page 4 - CYBERSECURITY
P. 4

‫‪ -١‬مقدمة‬

‫ان التطور التقني الحاصل‪ ،‬لاسيما في مجال المعلوماتية والاتصالات‪ ،‬قد ح ّول‬
‫العالم الى قرية كونية من خلال شبكة الإنترنت التي سمحت بتطوير العديد‬
‫من البرامج منها برامج الدردشة ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها من‬
‫التطبيقات التي ق ّلصت المسافة بين الناس وسمحت بالتواصل فيما بينهم‬
‫بشكل آني وسريع مـن خلال تبادل الرسائل والصور والبيانات‪ ،‬وأيض ًا توفير‬
‫الخدمـات الإلكترونيـة المختلفـة التـي تساعـد فـي إنجـاز المعامـلات الإلكترونيـة‬

                                                                         ‫بكافـة أشكالها‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬برزت الى الواجهة أنواع جديدة من الجرائم‪ ،‬التي تقوم بإستغلال‬
‫تكنولوجيـا المعلومـات مـن أجـل إرتكـاب جرائم مستجدة أو جرائم قديمة ولكن‬
‫بأساليب وطرق حديثة‪ .‬وباتت المخاطر السيبرانية تشكل مشكلة كبيرة لكونها‬
‫تسببــت فـي زيــادة الجرائـم المتعلقــة باختــراق البيانــات الشخصيــة للأفــراد‬
‫والمؤسسـات وسرقتهـا وأيضـ ًا تهديـد البنيـة التحتيـة المعلوماتيـة للأنظمـة‬
‫والشبكات الحيوية على مستوى الدولة‪ .‬من هنا أصبح لزام ًا علينا العمل لرفع‬
‫مستوى الوعـي حـول المخاطـر والتهديـدات المتصلـة بشبكـة الانترنـت ومنهـا‬
‫سرقـة الهو ّيات‪ ،‬كلمات المرور الخاصة بالحسابات‪ ،‬قرصنة البيانات‪ ،‬الإبتزاز‬
‫الإلكتروني‪ ...‬بالإضافة الى اتباع أفضل الممارسات في الوقاية والحماية‬
‫وتعزيز الإجراءات والتدابير الأمنية الضرورية الواجب إتخاذها عند التعرض لمثل‬

                                                                            ‫هذه الحالات‪.‬‬

‫أمام هذ الواقع‪ ،‬فإ ّنه يقع على مؤسسة قوى الأمن الداخلي‪ ،‬من ضمن‬
‫واجباتها ومسؤولياتها الوطنية‪ ،‬حماية أفراد المجتمع من كافة المخاطر‬
‫التي تتهددهم‪ ،‬لاسيما الجرائم والهجمات السيبرانية‪ ،‬وهي على جهوزية‬
‫تامة لتأدية هذا الواجب وتحمل هذه المسؤولية من خلال العمل على تأمين‬
‫الحماية المطلوبة على شبكة الإنترنت وضمان أمن الفضاء السيبراني اللبناني‬
‫وتوعـيـة المواطنـيـن‪ ،‬وأيـضـ ًا مـن خـلال القـيـام بالتحقيـقـات الـلازمـة لكـشـف‬
‫المجرمين السيبرانيين وتوقيفهم وإحالتهم الى المراجع القضائية المختصة‬
‫مـع المحافـظـة عـلـى سـريـة هـذه التحقيـقـات وإحـتـرام الخصوصـيـة الفـرديـة‬

                                                         ‫ومعايير حقوق الإنسان‪.‬‬

                                                                   ‫‪٤‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9