في سنة 1919 قدم الحلفاء الفرنسيون الى لبنان حيث فصلوا احد ضباطهم الليوتنان مايستر فأنشأ هذا الضابط معهدا" للضباط والرتباء والأنفار في بعبدا ثم تمّ نقله سنة 1920 الى بيت الدين .
أخذ هذا المعهد يمد الدرك بجنود مدربين تدريباً عسكرياً وإدارياً ومهنياً من جميع النواحي على الوجه الصحيح متفهمين لأصول وظائفهم وجديرين بخدمة وطنهم بمعرفة وأمانة وإخلاص وظل المعهد يتقدم مع تقدم التقنيات العسكرية والمدنية ونقل في عهد الاستقلال الى ثكنة محمد ناصر وأصبح يعرف بأسم " معهد قوى الامن الداخلي " ومن ثم الى ثكنة الوروار (ما بين الحدث وكفرشيما ) ليتم نقله بتاريخ 23/6/2016 الذي يتميز ببناءه الحديث والمتطور والمجهز بمستلزمات تدريبية حديثة، فجهزت أغلب قاعات الدرس فيه بألواح ذكية تساعد على العروض التفاعلية وتم بناء حقلين للرماية ، حقل داخلي وحقل خارجي وتشييد قرية تدريبية نموذجية تمتد على حوالي 40 ألف متر مربع تقريباً تضم قاعات للدرس وقاعات محاضرات تتسع لما يفوق ال 300 شخص وشوارع وساحات ومباني متعددة الإستخدام يمكن التدريب فيها على سناريوهات مختلفة تحاكي تنوع مهام قطعات قوى الأمن الداخلي.
هذه القرية التدريبية تمثل مسرحا" عملانيا" حيا" شبيها" بمسارح المجابهة الفعلية مع المجرمين تتيح للضباط والعناصر فرصة إكتساب مهارات أمنية عالية تجعل منهم رجال أكثر إحترافية ومهنية.
إن التطور الذي حدث في معهد قوى الأمن الداخلي لم يقتصر على المباني والمنشآت ، بل تعداه الى تطوير إسترتيجية تدريبية حديثة تتماشى مع متطلبات أمن المجتمع اللبناني.
ويشمل التدريب بكافة مستوياته الأساسي والمستمر والمتخصص والترفيعي كافة الأجهزة الأمنية من قوى أمن وجيش وامن عام وأمن دولة بالإضافة الى عناصر الشرطة البلدية...
يشكّل معهد قوى الامن الداخلي صرحاً تدريبيّاً متخصّصاً في المجالات الشّرطيّة والامنيّة، ويوفر مختلف انواع التّدريبات لمؤسسة قوى الامن الداخلي والمؤسسات الامنيّة الاخرى والشّرطة البلديّة.
حرص المعهد منذ تأسيسه عام 1919 على مواكبة التقدّم المستمرّ في مجال العلوم والتقنيات الشّرطيّة الحديثة، من خلال تطوير مناهجه بصورة متواصلة وذلك وفق أحدث وافضل الممارسات التّي توصّلت إليها الأبحاث وأجهزة الشّرطة المحليّة والعالميّة، حيث تستند السّياسة التّدريبية المعتمدة إلى:
- اعتماد المقاربة المبنيّة على الكفاءات في مختلف التدريبات، تعزيز التطبيقات العمليّة وترسيخ المعارف والمبادئ الأساسية لدى المتدربين.
- انسجام رؤية معهد قوى الامن الداخلي وبرامجه الاستراتيجية مع الخطة الاستراتيجية لقوى الامن الداخلي، وبالتّالي تتماشى كافة الدورات والنّشاطات التّدريبية مع أهداف هذه الخطة ومع طبيعة المهام المكلفين بها عناصر هذه المؤسسة.
- التزام المعهد بتأمين كافة المتطلبات والحاجات التّدريبيّة لمختلف الجهات المعنيّة في الدورات التي ينظّمها.
- التزام معهد قوى الامن الداخلي بإعداد الاهداف الخاصة به وتطويرها، وبالعمل على توفير كافة الموارد التي تسمح بتأمين التّطور المستمرّ في الاداء وفي تحسين نوعيّة الخدمة في المجال التّدريبي والتّعليمي الشّرطي.
- الحرص على انسجام كافة المناهج التّدريبية مع مبادئ حقوق الانسان والقوانين المرعيّة الاجراء.
- التّركيز على حاجات المتدربين وتوقّعاتهم وتوفير الدعم اللازم لهؤلاء بغية تطوير آدائهم وتحقيق الاهداف المرجوّة من التدريب.
- الالتزام بتعزيز المسؤوليّة الاجتماعيّة اتجاه المجتمع من خلال اداء المعهد التّشغيلي والالتزام بتنمية هذه المسؤوليّة لدى المتدربين.
- احترام الملكيّة الفكريّة في كافة الابحاث والدراسات العلميّة الصادرة عنه.
ويبقى معهد قوى الأمن الداخلي منارة علمٍ وتدريب مميّزين في المجال الأمنيّ، وشريكاً أساسيّاً في بناء مجتمعٍ أكثر أماناً.
التدريب الأساسي :
يجسد عملية إنتقال من الحياة المدنية الى الحياة الشرطية من خلال إكتسابهم المعارف والمهارات اللازمة ليصبحوا عناصر أمنيين قادرين على ممارسة مهامهم بعد التخرج بمهنية وإحترافية.
التدريب المستمر :
إن العناصر التي تخرجت من معهد قوى الأمن الداخلي تتابع بشكل دوري دورات تدريبية مستمرة لتنشيط وتطوير معارفهم ومهاراتهم وسلوكياتهم .
التدريب التخصصي :
هو التدريب الذي يتعمق بإختصاص يستهدف فئة معينة من العناصر بطريقة مكثفة وتمكنهم من إكتساب المعارف وتحاكي المهام المتخصصة الموكلين بها .